التقى سماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية قبل ظهر يوم الأربعاء الأول من شوال 1437 هـ ق عيد الفطر المبارك (المصادف لـ 06/07/2016 م) مدراء النظام الإسلامي و جمعاً من مختلف شرائح الشعب الإيراني و سفراء البلدان الإسلامية لدى طهران، و اعتبر في كلمته أن المصدر الأصلي للحرب و انعدام الأمن و الإرهاب في المنطقة و العالم الإسلامي هو القوى الاستكبارية و على رأسها أمريكا، و أكد على أن هدفهم هو توفير أجواء لتنفس الكيان الصهيوني، و إنساء قضية فلسطين المحورية، قائلاً: السبيل الوحيد لمواجهة هذه المؤامرات هو معرفة العدو الحقيقي و الصمود، و قد أثبت الشعب الإيراني أن الصمود و الثبات هو الطريق الوحيد للتقدم.
و بارك قائد الثورة الإسلامية عيد الفطر السعيد، و أشار إلى الظروف الراهنة في العالم الإسلامي و المذابح و انعدام الأمن و التفجيرات الدامية في المنطقة، مضيفاً: من القضايا المهمة معرفة المصدر الخبيث و اللامبارك لمشكلات الأمة الإسلامية الحالية، و الأيدي الخفية التي تشيع الإرهاب.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى إعلان كل البلدان و القوى براءتها الظاهرية من الإرهاب و تشكيل تحالف كاذب لمحاربة الإرهاب، ملفتاً: خلافاً للادعاءات الظاهرية للقوى فإنها تدعم الإرهاب عملياً و تروّج له.
و ذكّر سماحته بحضور سفير أمريكا وسط جموع المعترضين في الأيام الأولى لقضية سورية و التمهيد لتحويل النزاع السياسي في هذا البلد إلى حرب داخلية، مضيفاً: حوّلوا نزاعاً سياسياً إلى اقتتال بين الإخوة، ثم جاءوا بأفراد من مناطق مختلفة إلى سورية و العراق بدعم مالي و تسليحي و بعائدات النفط الحرام، و أوجدوا المعضلات و انعدام الأمن الشائع في المنطقة اليوم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التأكيدات المتكررة على عداء أمريكا للشعب الإيراني، و اعتبر سبب ذلك 37 عاماً من التجربة و المعرفة، مردفاً: شمّرت أمريكا عن ذراعيها منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية لمعاداة الإمام الخميني الجليل (رحمه الله) و حركته العظيمة، و لا يزال هذا العداء مستمراً إلى اليوم، لكن خطط أمريكا لم تنجح بفضل يقظة الشعب و نباهة الحكومة و جاهزية المسؤولين.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى معرفة العدو و الإطلاع على مخططاته، مردفاً: نشهد في البحرين نموذجاٌ آخر للمساعي الرامية لتبديل النزاعات السياسية إلى حرب داخلية.
و أكد سماحته قائلاً: لم تتدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قضايا البحرين أبداً و لن تتدخل، و لكن إذا كان في هذا البلد وعي و عقل سياسي فيجب أن لا يسمحوا بتبديل النزاع السياسي إلى حرب داخلية، و ينبغي أن لا يضعوا أبناء الشعب بعضهم في مواجهة بعض.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية السبب الأصلي لمخططات و فجائع الاستكبار العالمي و على رأسه أمريكا في المنطقة إنساء قضية فلسطين، قائلاً: إنهم يريدون إنكار وجود جغرافيا و شعب، و الحال أن فلسطين لها تاريخ يمتد لآلآف السنين، و الشعب الفلسطيني صاحب أرض، و هذه حقائق و واقعيات لا يمكن إنكارها.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: سيتلقّى الكيان الصهيوني بالتأكيد صفعة ضغوطه على الشعب الفلسطيني المظلوم المحاصر.
و استطرد سماحته: قضية فلسطين القضية المحورية في العالم الإسلامي، و لا ينبغي لأيّ بلد إسلامي و حتى البلدان غير الإسلامية التي تتمتع بالضمير الإنساني أن تنسى هذه القضية.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى ظروف اليمن و القصف اليومي لبيوت الناس و المستشفيات و المساجد و البنى التحتية فيه، مؤكداً: على المعتدي أن يقلع عن عدوانه، و على العالم الإسلامي أن يعاقب المعتدي الذي يهاجم شعب اليمني بذريعة واهية.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى صمود الشعب الإيراني قائلاً: تقدم إيران الإسلامية هو ثمرة صمودها، و لو كان الشعب الإيراني قد استسلم أمام القوى لما كان قد حقق ما حققه اليوم من تقدم.
و اعتبر سماحته الصمود و المقاومة و تقوية البنى الداخلية و العزيمة و الإرادة الوطنية و الارتباط بالله العوامل الأصلية للتقدم ملفتاً: إذا استقوى شعب بالإيمان،و توكل على الله فقط، و لم يخش غير الله، فسوف يسير نحو أهدافه العليا.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء الشيخ حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية فبارك عيد الفطر السعيد، و اعتبر الإرهاب و انعدام الأمن و التشرد من مشكلات العالم الإسلامي اليوم، و أكد على ضرورة تشكيل تحالف حقيقي لمحاربة الإرهاب بدل التحالفات الظاهرية الزائفة، مضيفاً: الجمهورية الإسلامية الإيرانية و كما كانت في الماضي، لن تضع يداً على يد مقابل مشكلات العالم الإسلامي، و ستدافع عن الشعوب الإسلامية.
كما أشار الشيخ روحاني إلى موضوع إيصالات الرواتب قائلاً: الحكومة إلى جانب السلطات الأخرى، مصممة على معالجة هذه المشكلة بدعم من الشعب و القيادة، و يجب فضلاً عن الأعمال الفورية، توفير الشفافية و إصلاح القوانين و المقررات للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحالات، و سوف تقدم الحكومة في هذا الشأن لائحة لمجلس الشورى الإسلامي.